أولا البقاء لله في كل من مات غدر.
ثانيا سقوط حكم العسكر مش هينقذنا, الموضوع أكبر من كده بـكتير.
الموضوع مش محتاج خبير امني أو كروي عشان يعرف كم الكراهية بين جمهور المصري في بورسعيد وجمهور الأهلي, وآخر ماتش في بورسعيد كان في حرب شوارع بينهم لما وصل جمهور الاهلي محطة القطر في بورسعيد وقبلها بـكذا سنة كان في اليافطة الشهيرة بتاعة "بورسعيد مش بتحبك يا أهلي". وده كله معناه إن في تقصير أو تواطؤ من الأمن في تأمين المبارة وفي الحالتين دي جريمة لازم يحاسبوا عليها.
كمان حتى لو مفيش احتقان كان واضح جدا للمشاهد العادي إن تأمين الماتش بصفته ماتش جماهيري ما كانش على المستوى الكافي, عمر ماكان ده عدد الأمن دي ماتشات الأهلي والمصري أو حتى في أي ماتش للأهلي مع فريق غير جماهيري. لو افترضنا إن الاحداث ما كانتش متوقعة فالاحداث خلال الماتش كانت تفرض التدخل السريع والتعزيزت.
مين مسئول؟ راس المشير مش كفاية زي ماالناس فاكرة, إعدام مبارك و طقم طرة كله مش الحل, استقالة أو اقالة الجنزوري أو وزير الداخلية مش هيغير كتير.
المسئولية يتحملها 5 أطراف بـدرجات متفاوتة لكن كلهم بلا استثناء لازم يتحاسبوا:
اتحاد الكرة - الحكم - الجمهور والإعلام - الداخلية - الجيش
اتحاد الكورة بما انه هو المسئول عن إدارة اللعبة كان لازم يلغي الماتش و ما يسمحش انه يتلعب لأن أهم حاجة في كل قوانين كره القدم هي سلامة اللاعبين و الحكام والجمهور.
الحكم بـسبب ضعف شخصية أو تواطؤ كان عنده 6 فرص انه يلغي المبارة لنفس السبب لكن فوتهم كلهم (قبل الماتش لما رموا شماريخ على اللعيبة و هم بيسخنوا - بين الشوطين لما الجمهور نزل الملعب - 3 مرات بعد كل جون للمصري - مرة في وسط الشوط التاني لما وقف الماتش لما جمهور المصري رمى طوب )
الجمهور انه افتعل كل ده حتى لو في وسطهم مندسين مفيش مدرج كامل هيبقي كله مندسين غير إن اجتياح الملعب قام بيه حوالي 2000-3000 مشجع فـأكيد مش كل دول مأجورين.
لو افترضنا كان في مندسين فـممكن يكونوا قتلوا جزء من الشهداء لكن الباقي ماتوا في خناقة كورة من جمهور مسلح في وسط غياب الأمن والتفتيش وجمهور تاني محبوس في مساحة ضيقة جدا ولا يملكك وسيلة دفع عن نفسه. و هنا لازم يبقى في عقوبة رادعة ضد نادي المصري وجمهوره وبلاش زي كل مرة في أي فتنة كروية أو طائفية نصدق الإعلام إن كل حاجة تمام ودي قلة و إن في مؤامرات عشان نقع في بعض و نعمل نفسنا مش شايفين المشكلة الحقيقية وهي الكره والتعصب بين جمهورين.
وجزء كبير من المسئولية هنا تيجي على الإعلام ال بيصنع نجوم من الخارجين على القانون زي مثلا أبوجلابية لما طلع على كل البرامج لما نزل في ماتش الزمالك في بطولة افريقيا و زي انبوبة لما اقتحم ماتش الزمالك وانبي, الناس دول في الدول المحترمة بيتقبض عليهم ويا بيتسجنوا يا بيتمنعوا من دخل الاستاد مدة طويلة.
الأمن تواطئ رغم كل الأسباب والمعطيات المعروفة للجميع رفض يتدخل يمكن بسببب ثار قديم مع الالتراس أو بيوجه رسالة للشعب كله انهم ممكن يقفوا يتفرجوا و مايشتغلوش الا بـشروطهم (قال يعني كانوا بيشتغلوا الفترة الفاتت كلها ) أو إن دي بلطجة فـلازم نرجع قانون الطوارئ عشان يعرفوا يتعاملوا مع الشغب. على الاغلب كانوا بيحولوا يوصلوا كل الرسائل دي مرة واحدة.
لو افترضنا عدم التواطؤ فهو تقصير يصل إلى الخيانة , الأمن زي الحكم كان عنده أكتر من فرصة انه يتدخل أو يطلب تعزيزات لكن رفضوا كل ده واكتفوا بـدور المتفرج. (اللي ما شافش الماتش : الأمن كان واقف يتفرج على الجماهير وهي بتنزل مش بيحاول يتدخل -أو حتى يمثل إنه بيتدخل - و بعد ما المشجع يخلص الفقرة بتاعته بيرجعوا تاني المدرج بدل ما يتقبض عليه)
قوات الأمن في الملعب كانت أمن مركزي بـكامل عتاده (خوذ - دروع - عصا ) لكن وقفت تتفرج أثناء الماتش مع كل اجتياح للملعب وحتى بعد الماتش وقت المجزرة.
الجيش بصفته حاكم البلاد مسئول , مسئول مسئولية سياسية ومسئولية تأمين المبارة خصوصا إن الجيش كان واقف عند البوابة وعارف الاحداث كلها ولم يتدخل , تدخل بعد المجزرة ونقل اللاعبين والجهاز الفني و بعض الجمهور وساب بقية الجمهور هناك.
ثم ليه تطلع طيارات عسكرية لنقل الأهلي من القاهرة لبورسعيد وترجع, فين الجيش اللي عند خط القنال, ليه ما فيش سرعة تصرف؟
هل لو حصل انزل لأي جيش معتدي على بورسعيد هنحتاج ساعتبن عشان الجيش يتدخل؟
الحل؟
الحل إن كل مسئول مسئولية جنائية أو سياسية يتعاقب . الحال تحقيقات و محاكمات عادلة.
حكم العسكر ماشي ماشي و كل يوم نهايته بتقرب ده مش مشكلة ,
المشكلة في الداخلية مهما فات ثورة مهما التغير وزيرها أو وزارة بيتصرفوا نفس التصرفات, الداخلية كلها مراكز قوى , لو افترضنا إن مديرية أمن بورسعيد هي عينة مصغرة من وزارة الداخلية دا يثبت إن الوزارة كلها مافيهاش واحد شريف - أيوه أنا كنت ضد مبدأ التعميم لكن للأسف هي دي الحقيقة - ما شفناش حتى مجند أو ظابط بيحاول يدفع عن الجمهور أو اللاعبين أو يوقف البلطجية , كله مشترك في الجريمة.
في عضو مجلس شعب قال إن وزير الداخلية مش عارف يشيل اللواءات والمساعدين عشان شايف إن لو عمل كده يبقى بينتحر, دول وامثالهم حلهم إيه إذا كان الوزير نفسه مش قادر عليهم ؟
للأسف أي حديث عن اعادة هيكلة أو تطهير للداخلية هو حديث حالم ورومانسي, كلنا عارفين إن في الوزارة كله بالبلدي كده "راضع زبالة" والدليل إن قناص العيون دفعت 2009 يعني كل الاجيال من كبير لصغير نفس العقلية. الناس شغالة بقالها 30 سنة على قانون الطوارئ اسهلهم يشتغلوا بيه بدل مايشتغلوا بجد ويعملوا تحريات و الكلام ده كله, فـ كلهم ملهمش مصلحة في التطهير.
يكفي إن نعرف واقعة شهيرة عن طالب في كلية شرطة راح اهله يزوروه كان واقف واهله قاعدين وقت الزيارة القائد بتاعه هزأه إن إزاي يبقى هو ظابط ويقف وناس تانية تقعد حتى لو اهله. أهو ده دليل بيتربوا إزاي وعقليتهم بتتغير إزاي.
الحل الوحيد في رأيي إن لازم تدخل مسلح. بمعنى إن لازم يبقى في ارادة سياسية والجيش ينفذها إن الجيش هو اللي يقوم بكسر الداخلية بصفته الجهة الوحيدة اللي معاها سلاح . اجتياح الجيش لكل المديريات ووزارة الداخلية في نفس الوقت والتحفظ على كل مافيها من سلاح واشخاص, تحقيقات جادة ولجان تقصي حقائق جادة تفصل مين كويس ومين وحش, الفاسد يتحكم عليه والبريء يقعد في بيتهم ويعاد تأهيله لأي مهنة.
وأخشى إن طالما ليست هناك ارادة سياسية إن قد نصل لمرحلة ان يضطر الناس لإنهاء الامر بـايديهم.
تقصير تاني من كل المسئولين واحنا داخلين على محمد محمود جديد في شارع منصور, اجتماع مجلس الشعب القادم بعد 3 أيام , فين نواب الشعب؟ فين من اقسموا "بما لا يخالف شرع الله"؟ هو ال بيحصل ده مش بيخالف شرع الله؟ ولا شرع الله ده بس الستات تتحجب وتقعد في البيت ونمنع الأفلام والاغاني والخمر؟
ملحوظة أخيرة إن شهداء 18 يوم ثورة كانوا 1000-1200 و مصابيها عشرات الاف , شهداء مبارة واحدة في ساعة واحدة أكتر من 80 و حوالي 1500 مصاب يعني في ساعة واحدة مات حوالي 10% من عدد شهداء الثورة , كلهم شباب صغير -معظمهم طلبة في أجازة نص السنة- رايح ماتش كورة مش مظاهرة أو مسيرة (قصدي إن دول الواحد نازل وعارف إن في احتمال انه مايرجعش ), فا لازم محدش يستخف بـرد فعل اهلهم واصحابهم هايكون إيه.